Résumé

«فوزي المعلوف وجهٌ مهجريٌّ مشعّ، أجمع متذوِّقو الشعر على سحره الخاصّ، ومناخه العذب، وعدّوه رائد اتّـجاه مميَّـز في الشعر العربيّ». وقد حاول المؤلِّـف أن يلج قلب فوزي المعلوف، فسلّـط الضوء على الظروف السياسيّـة والاجتماعيّـة التي دعته إلى الهجرة وعلى معاناته الروحيّـة والإنسانيّـة التي رافقت عمره القصير. وأسهب في تحليل أسلوبه الشعريّ وكيفيّـة تطوّره.يطالعنا المؤلِّـف في الفصل الأوّل من كتابه بعرض لما أحدثته «العصبة الأندلسيّـة» من تجديد أدبيّ دون الانسلاخ عن التراث والثقافة، فثارت على الوقواقين المتسفِّـلين في الأدب، ودعت إلى مقاومة التغرّب بمكافحة التعصُّـب وإقامة وحدة قوميّـة منفتحة.وبعد هذا التمهيد الادبيّ التاريخي، ينتقل إلى قراءة وجه فوزي المعلوف الإنسان، فيركِّـز على الجبّ العريق الذي خرج منه المعلوف ويرافقه في هجرته ويذكر آثاره الشعريّـة والنثريّـة. ثمّ يصل إلى قراءة ثانية لكيان فوزي الشاعر، وفيها يورد العناوين الآتية: الشاعر ومواقفه الوطنيّـة، المعلوف شاعر التأمّـل والألم، الشاعر في رحلته الروحيّـة، لغة فوزي المعلوف الشعريّـة، والشعر والحقيقة. وفي هذا الفصل الطويل، يبرز نقد الشاعر للعثمانيّـين ولأبناء وطنه على السواء. ثمّ يحملنا المؤلِّـف لنعيش اختبار المعلوف المؤلم بدءًا بالطفولة والحبّ مروراً بالمرض والهجرة وصولاً إلى التساؤلات الوجوديّـة الكبرى ومحاولة الارتفاع نحو عالم الروح بما فيها من غربات وتضحيات وأحلام. ويقفل القسم الرابع من الفصل الثالث على دراسة للغة فوزي المعلوف الشعريّـة وتطوّرها تبعاً لنضج الشاعر وقوّة اختباره.أمّا الفصل الرابع فيتضمّـن مقارنة بين «شاهقتَـين معلوفيَّـتَـين»، واحدة لشفيق وأخرى لفوزي، من حيث المضمون واللغة الشعريّـة.كتاب كثيف المادّة، شامل النظرة، غنيّ بالمصادر والمراجع العربيّـة والاجنبيّـة ـ عددها يتجاوز الأربعين ـ ينقل تجربة إنسانيّـة ووطنيّـة ويحمل على الاعتزاز بما قدّمه المهجريّـون للأمّـة.